المواطن حمدية: لو وضعوا مستوطنة على باب بيتي لن أتركه

المواطن حمدية: لو وضعوا مستوطنة على باب بيتي لن أتركه

حمدية: لو وضعوا مستوطنة على باب بيتي لن أتركه

رام الله- خبر24- خاص/آية قطري

 يعتاش المواطن إبراهيم حمدية (50 عاماً)، أب لطفلة"، ويقطن في بلدة قلنديا شمال العاصمة الفلسطينية المحتلة القدس، من دكان صغيرة يكسب منها قوت يومه، بعد أن فقد أرضه المشجرة بالزيتون على مساحة ثلاثة دونمات سلبها جدار الفصل العنصري.

عاش حمدية طفولته في كنف أسرة مكونة من عشرة أفراد في غرفة واحدة، اعتاد وأشقاؤه على مساعدة والدهم في حراثة أرضهم وزراعتها وجني محاصيلها.

 يقول حمدية: "قبل قرار مصادرة الأرض كنت أخرج إليها كل صباح، دقائق فقط وأكون بين أشجارها؛ لأبدأ بممارسة طقوسي المعتادة بالاعتناء بها، أقلم أشجار الزيتون وأحرثها، لم أكن أشتري الخضار من السوق؛ حيث كانت كلها من خيرات أرضي، فبالإضافة إلى أشجار الزيتون كنت أزرعها بمحاصيل القمح والبقوليات المختلفة، والبندورة والفقوس واليقطين".

ويضيف: "قبل قرار المصادرة كنا نتشارك ونتقاسم أجمل اللحظات العائلية في كل موسم لقطف الزيتون، حتى جاء قرار من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بضم أراضي البلدة وإقامة جدار الضم والفصل العنصري، لأحرم من الوصول إلى أرضي لأول مرة في حياتي في العام 2014، ومن هنا بدأت معاناتي أنا ومزارعو البلدة الذين ضُمّت أراضيهم؛ ليستولي عليها الاحتلال؛ بهدف إقامة مستوطنات، وعزل البلدة عن محيطها من المدن والقرى والبلدات الفلسطينية".

"الوصول إلى أرضي لم يكن يستغرق أكثر من دقيقتين مشياً، لكن بعد سلبها أضطر للمشي إلى نهاية البلدة شرقا تقريبا مسافة كيلومترين للوصول للبوابة، وكيلو آخر داخل الجدار للوصول للأرض، ولا يُسمح لنا بركوب أية وسيلة نقل"، يقول حمدية.

بعد القرار الاحتلالي بمصادرة أرض أبو حمدية وحرمانه من الوصول إليها، حاولت سلطات الاحتلال رشوته ومزارعين آخرين حرمهم الاحتلال من أراضيهم من قبيل التعويض، إلا أنه رفض وعمه التعويض أو التوقيع على أوراق تخص التعويض؛ حتى لا أتهم بالخيانة أو بيع أرضي أو التنازل عنها".

ويتابع حمدية: "في كل عام يسمح لنا بدخول الأرض مرة واحدة في موسم الزيتون، من أسبوع لأسبوعين فقط، ويتم التنسيق للدخول عن طريق رئيس المجلس القروي للبلدة، ويبدأ موعد دخولنا للأراضي في تاريخ 15/10 من الساعة الثامنة صباحا حتى الرابعة عصرا، ويبدأ الجندي باستلام هوياتنا ويغلق البوابة، في هذه الفترة يمر الجندي أكثر من  خمس مرات، ونكون ملزمين بالتواجد عند البوابة في تمام الساعة الرابعة عصراً، وفي حال تأخرنا عدة دقائق يحجزنا الجندي في الأجواء الباردة أو الحارة وننتظر عودته من فتح بوابة "بيت دقو" وبوابة "بيت سوريك" بعد أن يمارس الجندي كل أساليب الاستفزاز لساعات قبل أن يفتح البوابة".

مؤخرا أرسلت سلطات الاحتلال بلاغات لمالكي الأراضي الواقعة أمام الجدار تحظر عليهم حرثها وزراعتها أو البناء فيها؛ بذريعة تنفيذ خطة لتوسيع الجدار، "بلدتنا كانت تحدها مخماس وأراضي مخيم قلنديا ووادي الناطوف، والآن أصبحت من الجامع للشارع، ومنطقة الخلة أيضاالبناء فيها

ممنوع بسبب مصادرتها، وأعطت سلطات الاحتلال للبلدة مسطح بناء 147 دونما بينما المساحة المسموح البناء عليها لا تزيد عن 100 دونم"، يقول أبو حمدية.

في شهر تموز من العام 2016 هدمت سلطات الاحتلال 13 منزلاً بُنيت في الجزء الشرقي من بلدة قلنديا، على مقربة من الجدار العنصري، لتحرم بذلك 13 أسرة من المأوى.

ينقل حمدية ما رواه له والده فيقول: "في زمن الإحصاء وقف والدي في طابور ليسلم كرته، وجاءه رجل وأخبره أنهم سيبدأون بتجنيد المواطنين لجيش الاحتلال ونصحه ألا يسلم كرته، فأعطى الرجل الكرت وذهب، واتضح فيما بعد أن اصطفافهم في هذا الطابور كان بغرض استبدال الكرت بهوية قدس؛ لهذا نحن الآن نملك هوية ضفة".

ويستكمل حمدية: "قبل الانتفاضة الأولى في العام 87، لم يكن هناك ما يُسمى هويات الضفة والقدس، ولم تكن الحواجز والمعابر والتصاريح موجودة أيضًا، كل ذلك أصبح موجودًا بعد الانتفاضة وأقيمت كل تلك الحواجز والمعابر والعوائق التي قسمت بلادنا".

ويقول بحسرة: "بلدتنا صارت بلا مستقبل تفتقر لكل المنشآت الحيوية من صيدليات وملاحم، ولا يسمح لأبناء البلدة بالبناء، ولا تتوفر لديهم مساحة يمكنهم البناء عليها، وفي الوقت نفسه لا يريدون العيش خارج البلدة، حيث يقدر عدد سكان البلد بـ 1200 نسمة، ومن يحملون الهوية الزرقاء خرجوا منها للحفاظ على هويتهم".

ويختم حمدية: "وضعوا الجدار أو لم يضعوه، سأبقى على هذه الأرض ولو وضعوا مستوطنة باب بيتي لن أغادر".