اليمين الجديد: نحو حزب يضم بينيت، ساعر، وليبرمان

اليمين الجديد: نحو حزب يضم بينيت، ساعر، وليبرمان

اليمين الجديد: نحو حزب يضم بينيت، ساعر، وليبرمان

 


عوزي برعام *

حصلت الحكومة الجديدة على الكثير من الثناء؛ لأنها نجحت في تمرير ميزانية الدولة وقانون التسوية، في ظل معارضة يمينية – دينية – أصولية معادية، رأت كيف أن كل جهودها كي تضم إليها شخصا منشقا عن الائتلاف ذهبت هباء.

بعد النجاح في تمرير الميزانية شاهد الجمهور أيضا مظاهر الحب المتبادل بين نفتالي بينيت ويائير لابيد وافيغدور ليبرمان (الذين لسبب ما، انعدام حساسيتهم، ابقوا بني غانتس في الخارج). اذا كان الأمر هكذا فإن الجمهور اصبح يعرف أن الحكومة تعمل لصالحه، وأنها "حكومة كل الإسرائيليين". الآن، هو يسأل الى أين تسعى اكثر من ذلك؟ بطبيعة الحال فإن المسؤول عن رسم الطريق هو بينيت. وإذا اختار أن يثبت لـ"اليمين الذي تمت خيانته"، بأنه هو اليمين الحقيقي، وأنه يحافظ على قيمه حتى في حكومة غير متجانسة، فإن الشركاء في الحكومة الذين تجندوا من أجل تمرير الميزانية لن يسمحوا له بذلك وهم سيطلبون سياسة متزنة.
في المقابل، يوجد لخصوم بينيت في اليمين البيبي، الذين يعتبرونه متعديا يحاول تقويض الأسطورة العظيمة "بنيامين نتنياهو"، بنك من الأهداف. وأهم هذه الأهداف هو إحباط "قانون نتنياهو"، الذي قدمه جدعون ساعر والذي استهدف منع من تم تقديم لائحة اتهام ضده من المنافسة على رئاسة الحكومة، ووقف استئناف المفاوضات بين الدول العظمى وبين إيران واحباط فتح القنصلية الأميركية في شرقي القدس. كُتاب المقالات من اليمين خائبو الأمل من نجاح الحكومة، وهم يغمزون لبينيت ما هي الحدود المرسومة وهي أنه لن يتجرأ على التنازل لنتنياهو عن طريق تشريع من جهة ولكنه سيواجه الرئيس الأميركي من الجهة الاخرى.
بينيت لا يمكنه الموافقة على قواعد اللعب هذه. فهو وحزبه مضطرون الى تشكيل انفسهم من جديد بشجاعة وتصميم. هو وليبرمان وساعر يمكنهم التوحد في حزب واحد وعرض يمين جديد على الجمهور. يوجد في الساحة السياسية مكان لحزب كهذا حتى لو لم تشكل حكومة التغيير، لأن اليمين البيبي في معظمه موحد نفسيا مع إسرائيل الدينية والمسيحانية والعنصرية. وحقيقة أنه تم طمس الاختلافات السياسية بين اجزاء كبيرة في "الليكود" وبين ايتمار بن غبير تثبت ذلك.

حزب يميني جديد يمكنه أن يكشف بأنه يوجد لديه مخزون من المصوتين في المعسكر التقليدي، في الوسط وفي اوساط جزء من مؤيدي "الليكود" الذين هم غير متحمسين لفظاظة وعدم الثقة بزعمائهم الجدد. هم سيفضلون زعيما له طريق، يمثل "الليكود" الذي كان ذات يوم. ليس الـ 35 مقعدا التي تنتظر نتنياهو في الاستطلاعات مكونة من الشيء ذاته. صحيح أن كثيرين منهم يعارضون الحكومة الجديدة، لكن قلوبهم لا تستخف بإنجازاتها.
تظهر الاستطلاعات ايضا أن هناك مؤيدين لـ"الليكود" يؤيدون قانون ساعر. وبينيت الذي لا يوفر نتنياهو الاوصاف المهينة التي يطلقها ضده، سيضطر الى ازالة المظهر المحايد في هذه المسألة، سواء في موضوع الحظر على من قدمت ضده لائحة اتهام في تولي منصب رئيس الحكومة أم في موضوع تقييد فترة ولاية رئيس الحكومة.

يجب على بينيت، الذي اثبت بأنه يستطيع السير في سياسة متزنة ازاء ازمات مثل ازمة "كورونا" والوقوف الى جانب الوزراء كأول بين متساوين، التذكر بأنه مدين بمنصبه ايضا لجمهور ناضل في الشوارع وفي مفترقات الطرق من اجل اسقاط نتنياهو واستبداله بنوع آخر من الحكم اكثر عقلانية واستقامة. الآن، يجب عليه اعطاء معنى جديد لمنصبه.
هذا الامر صعب ولكنه ممكن.

*وزير سابق وعضو كنيست عن حزب العمل

عن "هآرتس"

 

اشارات