خمس طرق سهلة لتحسين صحة قلبك

خمس طرق سهلة لتحسين صحة قلبك

خمس طرق سهلة لتحسين صحة قلبك

هل هناك طرق صحية يمكن اتباعها من أجل تجنب خطر أمراض القلب التي أصبحت منتشرة، بسبب قلة الحركة ومعدلات السمنة المرتفعة ومرض السكري، حتى بين الشباب؟ هذا ما يجيب عنه مقال نشرته صحيفة «تيليجراف» البريطانية للكاتبة ماريا لالي.

وفقًا لما يقوله العلماء، يُعد تسلق الدرج في المنزل أمرًا جيدًا مثل التدريب في صالة للألعاب الرياضية، عندما يتعلق الأمر بدرء خطر النوبات القلبية.

وتوصَّلت البروفيسور مورين ماكدونالد، من جامعة ماكماستر في كندا، وفريقها من الباحثين إلى أن صعود 18 درجة يحقق الفوائد نفسها للقلب كتلك التي يحققها فصل من تمارين الأيروبكس لمدة 45 دقيقة. تقول مورين في البحث الذي نُشر في صحيفة ساينس ديلي في مايو (آيار) 2021: "لقد أظهرنا أن صعود الدرج خيار آمن وفعَّال وذو جدوى لإعادة تأهيل القلب".

المخاطر امتدت إلى الشباب

وتورد الكاتبة دراسة أجريت عام 2019 في مؤسسة القلب البريطانية (BHF) وتوصلت إلى أن عدد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 75 عامًا الذين يموتون بسبب أمراض القلب قد ارتفع لأول مرة منذ 50 عامًا.

وتقول آشلي لي، ممرضة القلب الكبيرة في مؤسسة القلب البريطانية، إن: «ما نتحدث عنه هنا هو أن البالغين الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا – أي البالغين في سن العمل – يموتون بسبب أمراض القلب".

ووجدت الدراسة أن نمط حياتنا الذي يتسم بقلة الحركة على نحو متزايد، ومعدلات السمنة المرتفعة ومرض السكري، ترفع الأرقام بين الشباب.

وتنقل الكاتبة عن أشلي قولها: «كان يُنظر إلى أمراض القلب على أنها أمراض تصيب كبار السن، لا سيما الرجال الأكبر سنًا. لكن ما تظهره هذه الدراسة هو أن الشباب، بمن فيهم النساء، عرضة للخطر".

وتقول مورين تالبوت، ممرضة قلب أخرى في مؤسسة القلب البريطانية، إنه: «في وقت مبكر من مسيرتي المهنية، تعلمت أن الاهتمام بالقلب يعني الاهتمام بالصحة العامة، ويجب أن يبدأ ذلك في سن مبكرة قدر الإمكان».

وإليك الطريقة..

توقف عما تفعله واذهب واصعد بعض خطوات على الدرج

أوضحت الكاتبة أنه في عام 2019، قال وزير الصحة آنذاك مات هانكوك إنه حافظ على لياقته من خلال صعود الخطوات التسع للدرج إلى مكتب وزارة الصحة، وحسب أنه كان يصعد حوالي 10 آلاف خطوة شهريًّا وشعر بضيق تنفس أقل نتيجةً لذلك.

وتشير الكاتبة إلى ورقة بحثية نشرت في مجلة إكسبرمينتال فسيولوجي (Experimental Physiology) عام 2015 توصلت إلى أنه حتى المشي لمسافات قصيرة يمكن أن يغير الخلل في الأوعية الدموية – مثل انخفاض تدفق الدم وزيادة الضغط على جدران الشرايين – الناجم عن الجلوس لأوقات طويلة. ومجرد صعود الدرج عدة مرات في اليوم يمكن أن يحمي جسمك من مخاطر نمط الحياة الخاملة ويضمن لك أن تعيش حياة أطول وأكثر صحة.

صحة قلبك.. تعرف على أرقامك

تقول أشلي: «من المحزن أن عديدًا من عوامل الخطر للنوبات القلبية والسكتات الدماغية لا يكون لها أي أعراض واضحة، لذلك يكتشف الناس فقط أن هناك مشكلة عندما تكون الأمور قد وصلت إلى مرحلة خطيرة بالفعل. غير أنه، عندما يكون عمرك 40 عامًا، يمكنك الحجز لإجراء فحص صحي مع طبيبك العام الذي سيفحص لك الوزن وضغط الدم ومستويات الكوليسترول، ويبحث عن علامات على وجود أمراض القلب والكلى والكبد والسكري، وكلها عوامل تسهم في الإصابة بأمراض القلب".

وتضيف: «وبعد سن الأربعين يمكنك الذهاب كل خمس سنوات. إذا كان عمرك يزيد عن 40 عامًا ولم تُجرِ هذا الفحص مطلقًا، يُرجى الحجز لإجرائه اليوم".

تناول طعامًا جيدًا

تقول مورين تالبوت: «من السهل جدًّا تبني نظام غذائيّ صديق للقلب. وتشير الدراسات إلى أن نظام البحر الأبيض المتوسط ​​الغذائي الصحي هو الأكثر وقاية للقلب، لذا عليك أن تركز على الدهون الأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون والأسماك الزيتية والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والقليل من منتجات الألبان والقليل من اللحوم. ولدى اليابانيين مستويات منخفضة من أمراض القلب ومعدلات عالية من طول العمر، والذي يُعتقد أنه يرجع إلى كمية الأسماك الزيتية في نظامهم الغذائي، من بين أشياء أخرى".

وتشمل الأطعمة الأخرى الصديقة للقلب الهليون والبقوليات (الفاصوليا والبازلاء والعدس والحمص وما إلى ذلك) وزيت بذور الكتان. ويُعد التوت الأحمر الداكن أو الأرجواني أيضًا من العناصر الواقية جدًّا للقلب، لأنه يحتوي على مضادات الأكسدة التي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. لذا اجعل غداء اليوم وجبة واقية للقلب.

اتصل بصديق الليلة

تشير الكاتبة إلى أن الدعم الاجتماعي القوي أحد أكبر عوامل حماية الصحة. ويقول بروفيسور علم النفس روبن دنبار من جامعة أكسفورد: «توفرت أدلة كثيرة خلال العقد الماضي التي تُظهر أن أحد أهم العوامل في الصحة وخطر الموت هو وجود شبكة جيدة من الأصدقاء".

ويضيف: «ووجدت إحدى الدراسات الرئيسة التي أُجرِيت على مرضى النوبات القلبية أن أحد أهم عوامل البقاء على قيد الحياة، إلى جانب الإقلاع عن التدخين، هو جودة صداقات المريض. وهذا هو مدى أهمية الصداقات لصحتنا".

ووجدت دراسة أجريت عام 2018، ونُشرت في مجلة هارت (Heart) الصحية، أن الأشخاص المعزولين اجتماعيًّا هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية ولديهم مخاطر متزايدة للوفاة من أمراض القلب. يقول دنبار: «لقد عرفنا منذ مدة طويلة أن الوحدة أحد أكبر أسباب الوفاة لكبار السن، ولكن ما نكتشفه على نحو متزايد هو أن هذه الميزة الوقائية تمتد إلى الشباب".

ابتعد عن الكحول

وتضيف: «في حين أن الإفراط في الشرب يؤدي إلى تصلب الشرايين، ويرفع ضغط الدم ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد، إلا أننا ما زلنا نتجنب توجيه النصيحة بالاعتدال في الشراب أو ندعو إليه لأنه لا يحمي القلب كما هو الحال في التمارين المنتظمة، وهو ما ندعو إليه.

عن "تيليغراف" البريطانية