فن الحصى
الخليل- بالحجارة البحرية الملونة، وخطوط قلم الرصاص، وبقطع من التطريز الفلسطيني، وأوراق الأشجار المجففة، تصنع لوحاتها لتعبر عن واقع.. وذكريات وآمال الشباب.
خريجة الهندسة المعمارية زينب القواسمي (22عاما) من مدينة الخليل، جمعت بين دراستها للهندسة وهوايتها الفنية في تشكيل لوحاتها من مواد طبيعية مختلفة بشكل متناسق.
تقول القواسمي لـ"وفا" وهي تنتقي أحجام الحجارة وألوانها لتضيفها على اللوحة، إن الفكرة تكون مكتملة في مخيلتها للتعبير عن حالة ما وطنية أو مناسبة، أو لوحة جمالية معبرة، مبينة أنه من الصعب تطابق لوحتين في هذا الفن، فلكل لوحة خصوصيتها وموادها وتعابيرها، تاركة للمشاهد حرية فهمها وتحليلها من منظوره.
تطورت بها الحالة من الكتابة على الحجارة الرملية، والرسم عليها، إلى عمل لوحات تشكل فيها الحجارة العنصر الرئيسي، وما تحمله من رموز للمقاومة، وتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه.
وتضيف: "حول وضع شخصيتين في اللوحة التي تعبر عن فلسطين تمثل الكبار والأجداد.. والشباب أو الطفولة التي تمثل الأجيال المقبلة التي تسير على درب الأجداد وحلم العودة.. والبعض يفهما أنهما رجل وامرأة.. هنا تشير اللوحة إلى المشاركة الحقيقية في النضال والحياة الاجتماعية، لكن يبقى الخيال مفتوح أمام المشاهد".
وتابعت: "أميل إلى اللوحات التي تعبر عن تراثنا وقضيتنا الفلسطينية، باستخدام رموز كثير مثل الحجارة ومفتاح العودة، وغصن الزيتون، وسنبلة القمح، لتشكيل لوحة تذكرنا بترابنا الجميل وحلم العودة"، مشيرة إلى حبها للوحة الهجرة الفلسطينية عام 1948، ورموزها التي عبرت عن الهجرة القسرية من فلسطين حاملين مفاتيح العودة.
وأوضحت أن دراسة الهندسة وموهبة الفن منسجمتان مع بعضهما، وتؤثران على بعضهما، حيث أن الهندسة علمتها الرؤية بشكل أصح ومنظور مختلف، وزيادة إدراك النسب المختلفة، وتطوير مهارة الرسم الحر، كما يمكن إدماج هذه اللوحات في الديكور لإعطاء انطباع خاص وفريد.
وتعبر القواسمي عن شغفها في تطوير موهبتها ونشرها إلى العالم، مشيرة إلى أن متابعيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ارتبع إلى 17 ألف متابع، مبينة أن الكثير من الناس تقدر العمل اليدوي والفني، خاصة الأشغال الغريبة وغير المألوفة، فالكثير ممن يطلبها في مناسباتهم الاجتماعية، وهداياهم.
وحول المردود المادي من العمل الفني، تقول: "يعد دخلا مساعدا، لكن يساهم في اعطائي دفعة للاستمرار، كما أن الأساس هو دعم الأهل وتشجيعهم لي على تطوير موهبتي بتوفير المكان والمواد والهدوء".
بدورها، أكدت أنعام الترتوري والدة المهندسة زينب، أن بالعائلة يوجد مواهب متعددة، إضافة إلى اهتمامهم بالعلم والتفوق الدراسي، مشيرة إلى أن ابنتها زينب هي الفتاة الوحيدة للعائلة إلى جانب أشقائها الثلاثة.
وأضافت أن زينب موهوبة منذ الطفولة وكانت ترسم من عمر ثلاث سنوات، ولقيت تشجيعا من أبوها الذي كان يطلق عليها اسم الفنانة الصغيرة، وكانت معلماتها تلتفت إلى موهبتها الفنية إلى جانب تفوقها الدراسي، وكنا حريصين على دعمها وتوفير كل ما تحتاجه، وتطوير موهبتها من خلال معلمات التربية الفنية والمراكز التي تهتم بالفنون.