غزة: زوجان يصنعان أفران الطين والزخارف الفخارية إحياءً للتراث وتحدياً للبطالة

غزة: زوجان يصنعان أفران الطين والزخارف الفخارية إحياءً للتراث وتحدياً للبطالة

غزة- خاص خبر24- في حياة ريفية يعيش إيهاب قديح البالغ من العمر (30 عاماً) مع زوجته في مسكن صغير في خزاعة شرق محافظة خانيونس بقطاع غزة، ويعملان معا في الحرف اليدوية الطينية في صناعة الأفران والفخار متحدين بذلك الظروف الإقتصادية الصعبة في القطاع الذي يعاني أهله من البطالة وصعوبة الوضع الاقتصادي.

فكرة و إصرار

يوضح ايهاب لـ "خبر 24"، أن فكرة مشروعه الصغير في صناعة افران الطين والزخارف الفخارية جاءت لتوفير مصدر دخل لعائلته وإحياءً للتراث الفلسطيني برونقه وجماله وتاريخه.

وأضاف إيهاب، أنه عاد الى حرفة أجداده بعدما ضاقت به الأرض بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، حيث بدأ بإنشاء مشروعه الصغير الذي يريد أن يعتاش منه وعائلته بعد أن فقد الأمل في الحصول على وظيفة رغم كل المحاولات الذي قام بها للحصول على عمل لكن في النهاية كان الطريق مسدودا فأصبحت جميع المحاولات دون فائدة .

الدوافع الرئيسية للمشروع

يقول إيهاب منذ سنوات وقعت أزمة وقود حادة استمرت لعدة أشهر في قطاع غزة بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة من قبل الاحتلال، حيث قررت العودة لحرفة أجدادي بالعودة لصناعة أفران الطين والفخار بديلاً عن غاز الطهي الذي لم يكن متوفراً لدى الناس.

مساعدة الزوجة

قررت زوجة إيهاب "مي قديح" أن تساعد زوجها في عمله لما تراه من تعب و مشقة الزوج في إنتاج أفران الطينة والفخار، وبصعوبة وافق الزوج على رغبة زوجته في مساعدته لتشاطر زوجها تكاليف البيت، رغم خوفها في البداية من عدم تقبل المجتمع لها، فأصبحت تعمل مع زوجها طرق بسيطة من ضمنها تحضير وجبة الإفطار والمشروبات وأشياء أخرى بسيطة.

ولاقت فكرة إيهاب ومشروعه ترحيباً كبيراً من سكان المنطقة واحبائهم، لأهمية هذه الصناعات اليدوية البسيطة عند سكان المنطقة الريفية، وإيماناً منهم وحبهم بإحياء التراث وتشجيعاً لإيهاب وزوجته على تحديهم للظروف المعيشية و كسب رزقهم من الطين، لم تكن تتخيل مي هذه السرعة الذي تقبل المجتمع فيها هذه الفكرة بأن تعمل في مساعدة زوجها وتتحمل فيها تكاليف البيت بجانب زوجها.

وقالت الزوجة مي قديح ،  بأن هذه الخطوة كانت صعبة لها ولزوجها إلا أنها تحاول هي وزوجها سد التكاليف الأساسية للبيت وأنها لا تريد أن تكون واسرتها فريسة لهذا الفقر .

وبعيون مليئة بالإصرار والنجاح، " أضافت نحن لا نسعى إلى الغنى فقط نحاول سد المتطلبات الرئيسة وتوفير احتياجات الحياة هرباً من شبح البطالة.