مقترح باريس: 40 محتجزا مقابل مئات الأسرى و6 أسابيع من الهدنة.. نتنياهو: نبحث الخطوات التالية

مقترح باريس: 40 محتجزا مقابل مئات الأسرى و6 أسابيع من الهدنة.. نتنياهو: نبحث الخطوات التالية

ذكرت تقارير إسرائيلية أن المحادثات التي عقدت في العاصمة الفرنسية، باريس، نجحت في تحريك الجهود الرامية لإبرام صفقة تبادل أسرى بين إسرائيل وحركة حماس والاتفاق على هدنة في قطاع غزة، فيما يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، محاولاته للضغط على حركة حماس عبر الربط بين المفاوضات وبين الاجتياح الإسرائيلي الوشيك لمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

ويجتمع كابينيت الحرب الإسرائيلي، الليلة، لكي يتلقى من الوفد المفاوض الذي عاد صباح اليوم من باريس، تحديثات بشأن التطورات التي شهدتها المحادثات، وبناء على ذلك، سيصوت الكابينيت على مواصلة الجهود الدبلوماسية في هذا السياق؛ وقال مكتب نتنياهو، في بيان، "سنناقش الليلة الخطوات التالية في المفاوضات".

وقال نتنياهو إنه سيدعو المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت الموسع)، "للمصادقة على الخطط العملياتية للعملية في رفح، بما في ذلك إخلاء السكان المدنيين من هناك"، في إشارة إلى اجتياح إسرائيلي مقرر للمنطقة التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني.

وشدد نتنياهو على أن "الدمج بين الضغط العسكري والمفاوضات الحازمة سيؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس وتحقيق جميع أهداف الحرب".

وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن أبرز النقاط التي تم التوافق حولها في باريس تتعلق بآلية التبادل وقائمة الأسرى، وعدد أيام الهدنة، وقضايا تتعلق بالمساعدات الإنسانية التي ستم السماح بدخولها إلى القطاع.

أبرز ما تم التفاهم حوله في باريس:

  • إطلاق سراح حوالي 40 أسيرا إسرائيليا في قطاع غزة، من النساء والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
  • موافقة إسرائيلية على إطلاق سراح عدد من الأسرى، أكبر مما تم الاتفاق عليه في السابق، مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين في قطاع غزة من "فئات معينة".
  • هدنة لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة
  • استعداد إسرائيلي لمناقشة الإفراج عن أسرى محررين في "صفقة شاليط" أعاد الاحتلال اعتقالهم خلال الفترة الماضية، بحسب ما نقلت القناة عن مصدر أجنبي.
  • موافقة إسرائيلية على إبداء مرونة في القضايا الإنسانية – سواء في ما يتعلق بإعادة إعمار قطاع غزة أو في ما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة.
  • إسرائيل لن تلتزم بإنهاء الحرب أو بوقف دائم لإطلاق النار.

وبحسب موقع "واينت"، فإن الصفقة ستشمل إطلاق سراح ما بين 200 و300 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال، مقابل 35 إلى 40 محتجزا إسرائيليا في قطاع غزة. في حين لم تؤكد أية جهة إسرائيلية رسمية أن تكون المحادثات قد أفضت إلى اتفاق حول عدد أو أسماء الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم.

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، مساء اليوم، السبت، إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، في إطار جولة المفاوضات الجديدة التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، مشددا على "تراجع حركة حماس عن بعض مطالبها".

جاءت تصريحات المسؤول الإسرائيلي الذي يبدو أنه من الأوساط المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في إحاطة لوسائل الإعلام، في أعقاب عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض، صباح اليوم، من باريس، وسط تقارير عن "تقدّم" في المباحثات.

وقال المسؤول الإسرائيلي إنه "ما زلنا بعيدين عن التوصل إلى صفقة، لكن حماس تراجعت عن بعض مطالبها، في أعقاب المواقف الحازمة التي عبّر عنها رئيس الحكومة، نتنياهو".

"تفاؤل حذر"

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تحدثت في وقت سابق اليوم، عن عودة الوفد الإسرائيلي من باريس بـ"بتفاؤل حذر" بشأن إمكانية المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أنه "تم الاتفاق على إطار جديد خلال محادثات باريس. هناك تقدم ويمكن التوقيع على الاتفاق قريبا. لا ينبغي للمفاوضات أن تستغرق وقتا طويلا".

وذكرت "كان 11" أن "إسرائيل تلقت رسائل من الوسطاء مفادها أن حماس معنية بالمضي قدما في المفاوضات"، وأشار مسؤول إسرائيلي إلى "تقدم في موضوع إطلاق سراح الأسرى (الفلسطينيين) وقريبًا سيتم مناقشة الأسماء أيضًا".

ومع ذلك، شدد المسؤول على ضرورة المحافظة على "الشفافية" في التعامل مع عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، معتبرا أنه "في النهاية نحن نجري مفاوضات مع منظمة إرهابية وكل شيء يمكن أن يتغير".

فيما ذكر موقع "واللا"، نقلا عن مصدرين مطلعين، أن "محادثات باريس شهدت تقدّما في ملفات عدد وهوية الأسرى الفلسطينيين" الذين ستشملهم المرحلة الأولى من الاتفاق التي يتكون من ثلاث مراحل.

وأجمعت التقارير الإسرائيلية على أن المفاوضات كانت بشكل عام "جيدة وإيجابية"، وشهدت تقليصا للفجوات في عدد من القضايا، من بينها التفاصيل المتعلقة بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة مقابل أسرى فلسطينيين وأيام الهدنة.

وعلى الرغم من التفاؤل السائد في إسرائيل، إلا أنه لا توجد أية تأكيدات من حركة حماس، التي لم تشارك في محادثات باريس، أنها قد تقبل بالخطوط العريضة التي تم التوافق حولها؛ وذكرت التقارير الإسرائيلية أن المحادثات ستتواصل في الأيام المقبلة.

من جانبه، صرّح القيادي في "حماس"، عبد الرحمن شديد، لـ"التلفزيون العربي" بالقول: "إننا لسنا جزءا ولا طرفا في لقاءات باريس ولم نُبلّغ بأي تقدم وهذا إعلان من طرف واحد".

وأضافت مصادر أخرى في حماس أن "الوقائع تشير إلى تراجع الاحتلال عن التزاماته في لقاء باريس السابق، ولا معلومات لدينا عن لقاء باريس أو وجود مؤشرات إيجابية في مواقف الاحتلال".

وفي إطار المباحثات في باريس، الجمعة، اجتمع رئيس الموساد، دافيد برنياع، مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركي (سي آي إيه)، وليام بيرنز، ورئيس الحكومة القطرية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل.

20240224081212
هليفي: المجهود الحربي الأكثر نجاعة لدعم مفاوضات الأسرى

وفي سياق متصل، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي، اليوم السبت، إن "المجهود الحربي" لجيش الاحتلال في غزة، هو الإجراء الأكثر "فعالية" لدعم المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، في محاولة للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى وهدنة في القطاع المحاصر.

جاءت تصريحات هليفي خلال جلسة لتقييم الأوضاع الأمنية عقدها، اليوم السبت، في شمال قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 141 يوما، بحسب ما جاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، بحضور قائد المنطقة الجنوبية، يارون فينكلمان، وقائد الفرقة 162، إتسيك كوهين، وغيرهم من قادة جيش الاحتلال.

وقال هليفي: "إننا نمارس إجراءات تهدف إلى تعميق الإنجازات التي حققناها. هنالك مناطق سبق ودخلناها إلا أننا نعود إليها الآن بناءً على معلومات استخبارية أفضل من ذي قبل، ونحقق إنجازات أكبر وأعمق بكثير، بالمعنى المزدوج للعمق، على اعتبار أننا نتوغل عميقًا في بطن الأرض، فيما نضرب العدو بشكل عميق".

وأضاف "هناك أماكن كنا قد اجتزناها وسط القتال بوتيرة تقدم عالية جدًا، وها نحن نعود إليها لتطهيرها بصورة مكثفة للغاية. إن هذه الأمور تسفر عن قتل مزيد من الناشطين وقتل مزيد من القيادات وتدمير المزيد من البنى التحتية".

وقال: "كما أننا نخوض حاليًا المفاوضات حول تحرير الرهائن. ولا يمكنني التكهن بما ستؤول إليه الأمور، علمًا بأن هناك من يتولى هذا الملف، في الوقت الذي ننشغل فيه بالقتال".

وتابع "أرجو أن تطّلعوا على حقيقة واحدة ومفادها أن هذه القضايا مترابطة. إن إنجازاتكم، بمعنى نجاحكم في تفكيك كتيبة أخرى (للمقاومة الفلسطينية) أو نجاحكم في تدمير المزيد من الأنفاق أو في تدمير البنى التحتية في أحد الأحياء، في الوقت الذي ينتقل فيه السكان إلى مناطق آمنة، كل هذه التطورات مجتمعةً إنما تدفعنا- كما يساورني الأمل الكبير- نحو تحقيق إنجاز في قضية تحرير الرهائن".

وشدد على أن إعادة الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة يمثل أحد أهداف الحرب "وننوي أن نعمل الكثير الكثير من أجل تحقيقه، حيث يشكل المجهود القتالي الإجراء الأكثر نجاعةً لدعم الجهات المتفاوضة في مختلف الأماكن حول تحرير الرهائن".

وقال إن "هذا الأمر يشكل رافعة نضغط بواسطتها على حماس، وها أنتم تمارسون عليها الضغط بشكل ممتاز، حيث يجب مواصلة هذا الضغط بقوة، وآمل أننا سوف نستطيع ترجمته لخطوات عملية في ملف تحرير الرهائن".