الكورونا تسرق منا مربي الأجيال الاستاذ خالد الصالحي.. بعد مسيرة عطاء دامت 38 عاما في التدريس..

الكورونا تسرق منا مربي الأجيال الاستاذ خالد الصالحي.. بعد مسيرة عطاء دامت 38 عاما في التدريس..

كتبت:أحرار جبريني

رام الله-خبر24

"قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا..كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا".

نفقد الأحبة في غرة من الوقت، يغادرون الحياة فيغرَسون في ذاكرة الوجدان للأبد، يزداد الحب لهم، فالشوق يلتهب للجلوس مع الغائبين والاستماع الى عذب كلامهم، الموت يلسب أجسادهم فقط، يغادرون جسداً، وتبقى الروح بيننا، فالروح كلمات وخُلق ومواقف، تغرس كما المنبت الصالح، ترتسم على هيئة خطة، أبدع في رسمها أبٌ ومربي فاضل، واصبحوا من بعده يمارسونها بكل حذافيرها، كيف لا، وفقيدهم هو الأب والوالد والصديق والمحب المتفاني بكل ما يقدم على عمله.

الأستاذ الفاضل خالد إبراهيم عبد الرزاق الصالحي، رحمه الله، المربي الخلوق، معلم الأجيال، الحاصل على شهادة الدبلوم في التربية الابتدائية، من الكلية الجامعية للعلوم التربوية (دار المعلمين)، في رام الله عام 1983، والذي بت أجزم أنه يحمل بين طيات شهادته، شهاده الدكتوراة في العمل الإنساني قبل التعليم، غادر الصالحي هذا العالم، في وقت كانوا يلتمسون حضوره وجلساته، فأصبح المقعد خالياً والحديث مختلف ترك فيهم من الخُلق والفضيلة وروح التحدي ما سيدفعهم لمواجهة صعوبات الحياة مهما كانت قاسية، لم يكن معلما فحسب، بل منارة تضيء الدرب لكل من عرفه.

للصالحي تاريخ في صناعة الأجيال من أبناء فلسطين، فقد كان معلما في العديد من المدارس، أبرزها مدرسة الثوري في مدينة القدس، ومدرسة الأمة الأساسية، ومدرسة ذكور البيروني الأساسية، كان رحمه الله، مثالا يحتذى به في العطاء والايثار والإخلاص في العمل، وخير عامل في الخفاء، وصورة واضحة في قوة الايمان، باع طويل في التدريس، كان عظيما كأرض فلسطين وشعبها، وشريكا لكل أب فلسطيني في بناء مستقبل أولاده، ولم أره قط دموع تذرف على فقد أحدهم، كالدموع المتواصلة والفقد الكبير، في أعين تلاميذه، نعم فهو خسارة لهم، الصالحي انسان بمعنى الكلمة.

يجدر بالذكر أيضا أنه من أبرز رجال الإصلاح، وعضو في اللجنة الشعبية في مخيم سلواد، سبق وأن شارك في مسابقة الكشافة وحصل على المرتبة الثالثة، كما حقق نتائج جيّدة في الامتحان الموحد لمادة الرياضيات للصف الرابع، وشارك في مسابقة ( س ج ) في مادة الرياضيات، وتم تكريمه كأفضل معلم إيجابي عن استحقاق.

كان الوداع شاقا، والخسارة بك عظيمة، فأنت صانع الابتسامة، تسعد اذا صنعتها على وجه غيرك، والطاقة الإيجابية، وأب لكل من قابلت، نم قرير العين يا معلمنا المخلص، صاحب الأثر الطيب، والروح الجميلة، سيذكرك تلاميذك دوما، وكل من عرفك.

رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه، سندعوا لك دوما، فانت من غرس فينا روح الرحمة والتلاحم معا..