عبد الفتاح حمايل  في حوار صريح مع "خبر 24": لسنا منشقين بل دعاة تغيير ونحن من صلب "فتح" ونخاعها الشوكي

رام الله- خاص خبر24- قال عبد الفتاح حمايل المرشح على قائمة (الحرية) لانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني أن أعضاء القائمة وهو شخصيا متمسكون بانتمائهم لحركة "فتح"، وهم من صلب هذه الحركة، أو من "نخاعها الشوكي" على حد تعبيره، ورفض حمايل وهو وزير سابق ونائب في المجلس التشريعي دورة 1996، وعضو سابق في المجلس الثوري لحركة "فتح"، القول أن قائمة "الحرية" تمثل انشقاقا على حركة فتح، مشيرا إلى أن القائمة التي يرأسها ناصر القدوة، والمدعومة من القيادي الأسير مروان البرغوثي.

جاءت بسبب ما يسود الحركة من كبت وعدم تطبيق المركزية الديمقراطية إلا بشكل انتقائي، وأن ما دفعه هو وزملاءه للقيام بهذه الخطة هو رغبتهم في الحفاظ على الحركة ودورها ومسيرتها.

وشدد حمايل على أنه يجب خوض معركة الانتخابات في القدس بكل السبل المتاحة، دون أن نكون رهينة للاحتلال وقراراته بحيث تقرر إسرائيل لنا هل نجري الانتخابات أو لا.

وفيما يلي أبرز ما جاء في اللقاء

- هل قائمة (الحرية)  تمرد أم انشقاق على فتح، أم أنها قائمة فتح (ب)، أم هي تيار جديد في الحركة الوطنية الفلسطينية؟

  • لا هذا ولا ذاك ولا غيره، نحن نخاع  هذه حركة فتح، وأصل  هذه الحركة. وتحت اي ظرف لايمكن، ان نقبل اي محاولة انشقاقية أو محاولة انفصال، لسبب بسيط أن هذه الحركة عظيمة بتاريخها وعطائها، بتضحياتها، بالأمانة التي تحملها وهي الامانة الوطنية، قائمة الحريةهي نوع من التعبير في ظل حالة الكبت، وعدم  إعطاء المجال للتعبير بالشكل الصحيح في أطر ومؤسسات هذه الحركة، أو النمط الذي يميز الأداء في هذه الحركة ينطبق عليه القول المعروف" قل ما تشاء وانا افعل ما اشاء" لذلك هذه الصورة دفعتنا باختصار لعمل ما نحن قائمون عليه، في سبيل الحفاظ على الحركة وتاريخها ودورهاوعلى مسيرتها، وعلى الأمانة الكبيرة التي تحملها تجاه الجماهير الفلسطينية
    - هناك عناصر غير فتحاوية في قائمتكم؟
  • فتح هي حركة الجماهير، نرجع للجذور: فتح ليست حزبا سياسيا ولا إطارا أيديولوجيا، هي في الأصل حركة الجماهير الفلسطينية، هي حركة من ليس له فصيل او تنظيم او حزب.
    - ولكنكم تخالفون الأنظمة الداخلية وقوانين الحركة؟
  • نعم، النظام الداخلي يجب أن يحترم في كل الاحوال، لا يجوز أن نطبق النظام حين يخدم هذا التطبيق مصالح معينة، إما أن يطبق فعلا بحذافيره وكما هو، ويكون فعلا القانون والنظام هو سيد الموقف والجميع تحت هذا النظام، أو يطبق بشكل انتقائي وهذا لا يجوز.
    - سمعنا، أن ثمة محاولات لسحب القائمة أو الضغط على بعض أعضائها للانسحاب؟
  • قبل أن نصل إلى اللحظة التي نحن فيها، نحن من الغيورين على الحركة وعلى نجاحها وبقائها ومصلحتها وتقدمها وعلى تماسكها، لم ندخر جهدا في سبيل ان نصل الى الوضع الذي يحافظ على الحركة وتماسكها فيما يتعلق بالانتخابات الفلسطينية، طرحنا عدة تصورات، حاولنا قراءة الواقع كما هو، وليس ان نبني ونتخذ خطوات في عالم وهمي، بعيد عن الواقع لان الصراحة مع النفس تساعد في الوصول لحلول. 
    وكان رأيي انه ينبغي أن نتعامل مع حالنا كما يتعامل الطبيب مع المريض، فقبل أن يحدد العلاج يجب أن يشخص بشكل صحيح، التشخيص السليم هو أساس العلاج، حاولنا بكل الطرق، لدينا وضع حركي مهلهل ولن ادخل في الأسباب لأنها طويلة، وتراكم زمني، ونحن ذاهبون الى معركة... حتى نحقق الانجاز المطلوب يفترض ان نرتب اوضاعنا داخليا، نشد أزر الجيش الذي سيدخل هذه الحرب، كنت اتمنى أن يكون وضع فتح أفضل من ذلك بكثير، وإذا رجعنا للتاريخ كان شعار المركزية الديمقراطية يجسد ويطبق، وليس كلاما عبثيا، للأسف اصبحنا نتغنى بهذا الشعار دون ان نطبقه، قلنا لهم لدينا عدة خيارات وعدة تجارب سابقة، فتح باختصار بوضعها الحالي لو وضعت قائمة فيها 132 ملاكا، هنالك شريحتان مهمتان لن يعطوا هذه القائمة، ليس لأن من فيها لا يستحقون، وإنما لأنه توجد حالة ومواقف تجاه الحركة بأدائها أدت إلى ردات فعل لديهم، والشريحتان هما أولا شريحة من صلب "فتح"، من النخاع الشوكي لهذه الحركة، وهم أعداد كبيرة من المناضلين الذين ظلمتهم الحركة، أو ظلمهم من هو قائم على هذه الحركة وشريحة عريضة من الشعب الفلسطيني.
    - هل تتهم اشخاصا أمأفرادا بالمسؤولية عن ذلك؟
  • اتهم النهج، وبالتالي الذي يغيره اشخاص.
    - لكنكم تضعفون الحركة وهي متوجهة لمعركة مصيرية؟
  • لا بالتاكيد لا وهذا لم يكن خيارنا؟
    - جزء كبير من الجدال والنقاش سيكون بينكم
  • هذا منطق طبيعي، هكذا فتح تاريخيا، حتى في ذروة تقدمها وتطورها، وانا اتحدث من تجربتي الشخصية حين كنت شابا صغيرا مع المرحومين ابو جهاد وابو اياد وابو صبري وابو علي اياد، كل القادة العظام كانوا حين يخاطبوننا نحن الفدائيين، ونحن في بداية شبابنا، كانوا صادقين فيما يقولون، وكانوا يسمعون حتى الكلام الذي لا يرضي ولم يكونوا ينزعجون.

لا ديمقراطية في الحركة

- الا تساهمون في اضعاف حركة فتح وهي في أوج معركتها؟

  • لا باعتقادي ان هذا التوجه هو بداية لتصويب المسار والأداء داخل هذه الحركة، وصلنا الى مرحلة باختصار، عندنا مؤسسات ولكن لا يوجد فيها ديمقراطية، والذي ياخذ القرار هو الفرد.
    - اذا نجحتم هل ستعودون الى صفوف الحركة؟
  • نحن في الحركة، وقلنا ذلك مرارا، انا قدمت أغلى ما أملك عمري وشبابي في هذه الحركة، وما يشكل مقياسا لانتمائي وعدم انتمائي هو تضحياتي وتمسكي بمبادىء هذه الحركة، وليس قرارا يكتب على ورقة، لذلك الحالة هذه ليس الخيار المفضل، كنا نتمنى ان تكون "فتح" في وضع صحي جيد، لأراحتنا، لكن الاداء العام في اتخاذ قراراتها وتحديد مواقفها واستراتيجيتها لم يكن سليما، ونحن وجدنا انفسنا أمام خيار، إما أن تكون شاهد زور ولا يهمك ما يجري، أو يكون لك موقف، ونحن تربينا على المبدأ وعلى الإخلاص وعلى التضحية، وبالتالي كان لا بد من اتخاذ هذا الموقف على أمل التغيير، نحن نعرف أن هذا لن يشكل تغييرا جذريا والمهمة ليست سهلة بل شاقة، لكن هذا هو بداية المسار الصحيح
    - هناك حديث عن خلافات بين تيار مروان وتيار ناصر، لمسنا ذلك في بعض التصريحات، ما صحة ذلك؟
  • أولا لست مع تسمية التيارات، انا احسب نفسي على من؟ مروان زميلي وعملنا معا لفترة طويلة، وكان الشخص الذي يتلقى كل ما يتعلق بالبريد الخارج من الوطن لتونس يوميا، وبالتالي مروان وانا عملنا سنين طويلة معا، بينما ناصر القدوة الذي ربما احسب على تياره، معرفتي الشخصية به متاخرة جدا، واللقاء المباشر معه لم يزد عن مرتين قبل لقائنا هنا، المسالة ليست تيارات بل أصوات ليست محصورة بما ينادي به ناصر او يسعى اليه مروان، الحالة الفلسطينية العامة، تجد أن الناس غير راضين عن مجمل الحالة، لا بادائنا الوطني والتفاوضي، ولا السياسي ولا الداخلي، سواء داخل الأطر أو في الشعب الفلسطيني، شعبنا يطالبك بالحلول، وشعبنا يقدر ويعذر القيادة الفلسطينية  بالنسبة لعدم تحرير القدس حتى الآن، ولكن لا يعذها تجاه ما يجري، العدالة ..
    لدينا حالة تذمر بشكل عام، سياسيا لم نحقق ما هو مطلوب، قيميا، عدالة سيادة قانون تكافؤ فرص، حرية تعبير، استقلال قضاء، الوضع ليس كما هو مطلوب وحالة الاحتجاج هي حالة شعبية قوية وعامة، ربما يكون الاخ مروان برمزيته النضالية ووجوده داخل السجن، والأخ ناصر هو الصوت الوحيد في اللجنة المركزية الذي حاول أن يعارض او يصوب، ولكن لا حياة لمن تنادي، لدينا تيار عريض في الشعب الفلسطيني غير راض، القاسم المشترك هو عدم الرضا عن الحالة، وهذه الحالة لن تصح من خلال اجراءات جزئية ولا بد من تغيير شامل.
    - هناك حديث عن تأجيل الانتخابات؟
  • نسمع اقاويل، نبض الشارع يعيش هذا التخوف، الشعب يعيش حالة عدم استقرار، الشماعة التي يمكن أن تعلق عليها القضية هي موضوع القدس، أقول بوضوح " لا خلاف انه لا انتخابات بدون القدس، لكن اذا بقيت هذه المقولة كما هي فهي تحمل شقا في منتهى الخطورة، ألا وهو أن القرار المصيري في الانتخابات الفلسطينية أضعه بيد الاحتلال، يصبح الاسرائيلي يتحكم متى أمارس الديمقراطية ومتى لا، كان مهما جدا أن يتبع هذه المقولة مقولة اخرى، أن أهل القدس سوف يمارسون حقهم الديمقراطي بكل السبل والطرق، ونحن قادرون، نحن في مرحلة تحرر وطني، ولا ينبغي ان نسلم بأن الاسرائيليين هم أصحاب السيادة في القدس، لدينا خيارات، وكان من الأجدى والأنفع أن يكون التفكير بهذه القضية ليس الآن، بل قبل أشهر، وان تعمل القوى الوطنية لايجاد البدائل وان لا يبقى القرار رهينة للإرادة الاحتلالية، طلبنا من لجنة الانتتخابات نشر الخريطة لتوزيع مراكز الاقتراع في القدس، يجب ان نجري الانتخابات بالقوة مهما استعمل الاحتلال من وسائل ولتكن نقطة صدام مع الاحتلال.