انقلاب "حماس" الدموي.. روايات أليمة وجروح لم تندمل

انقلاب "حماس" الدموي.. روايات أليمة وجروح لم تندمل

رام الله-  انقَضّت في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من حزيران من العام 2007، ميلشيات "حماس" على المواطنين والمقار الحكومة والمؤسسات الرسمية لتعلن انفصال غزة بانقلابٍ أسود.

بدأت "حماس" في مثل هذه الأيام تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، وأعلنت حكمها على قطاع غزة، واختطفت حياة مليوني فلسطيني، واستخدمتهم رهائن لمشاريعها المشبوهة.

شاهد الجميع قيام ميلشيات "حماس" وأفرادها بعلميات السطو والسرقة للمؤسسات والمراكز، ورفع راياتها بعد إنزال علم فلسطين.

أكثر من 700 شهيد وآلاف الجرحى خلّفهم انقلاب حماس الدموي.

روايات أليمة خلَّفها هذا الانقلاب، فبعد خمسة عشر عاماً لم يندمل هذا الجرح النازف، ولم تنس عوائل الضحايا ولا المصابين بشاعة تلك الأيام السوداء.

يتحدث شهود عن إجرام عناصر حماس أثناء تنفيذها للانقلاب، حيث كانوا يتعمدون إما القتل، أو تعمد إصابة الضحايا بإصابات خطيرة تسبب لهم إعاقات دائمة.

ومن الأحداث المفزعة التي اركبتها حماس، كان عناصرها عندما يختطفون أبناء حركة فتح يقومون بإطلاق النار من نقطة الصفر من خلف ركبة المصاب مع ثني قدمه للخلف، حتى تطير العظمة الأمامية للركبة ما يؤدي إلى ترك المصاب في إعاقة مدى الحياة.

استخدمت حماس في جرائمها بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، الرشاشات الثقيلة، والقذائف الصاروخية، والقنابل، كما قتلت المئات تحت التعذيب الوحشي، فيما قتلت عائلات بأكملها بعد محاصرة منازلها وإمطارها بالصواريخ، وكأنها تقاتل شعباً غير شعبها!

استشهد عدد كبير من أبناء حركة فتح والأجهزة الأمنية وحرقت مقراتهم ومنازلهم وهدمت فوق رؤوسهم ورؤوس عائلاتهم، وهم يدافعون عن الحركة وشرعيتها.

يعيش أبناء قطاع غزة منذ الانقلاب الدموي في نكبات متجددة، فشعبنا هناك يقبع تحت حصار إسرائيلي مشدد، اضافة إلى حالة الظلم والقمع ومصادرة الحريات، والاعتقالات والاستدعاءات المستمرة.

يستذكر شقيق الشهيد سميح المدهون، الدكتور يحيى المدهون تلك الأيام، ويقول: كان سميح أحد أبرز المطلوبين للاحتلال، وأعدم على أيدي عناصر حماس في الشارع، وتم التنكيل بجثته أمام الكاميرات وعلى شاشات التلفزيون، ومنحه الرئيس محمود عباس "نوط القدس".. نستذكر كل الألم والوجع المستمر إلى اليوم، ميلشيات مسلحة حاولت السيطرة على الحكم والاعتداء على أبناء فتح، واستخدمت كل الأساليب العنيفة من أجل أن تصل إلى السلطة وترك المعركة مع الاحتلال.

ويضيف: " كان سميح مناضلاً مقاوماً سجل ضربات موجعة للاحتلال هو ورفاقه الشهداء الذي أعدمتهم حماس، فكان مطلوباً لدى الاحتلال، لكن السلاح المأجور سبق الاحتلال في قتل هذا المناضل الكبير".

ويتابع المدهون: "كان من أكثر الاخوة قرباً لإخوته وعائلته ورفاقه، ورزقه الله بطفل وحيد عن طريق الأنابيب وسماه محمد، فتربى هذا الطفل وحيداً منذ كان عمره ستة سنوات يوم إعدام والده، فاليوم هو طالب في سنته الثالثة بالجامعة".

وأردف: " قبل اغتيال سميح، قال لنجله محمد بأن حماس تريد أن تتخلص منه، وتريد أن تتركه وحيداً في هذا العالم، إلا أن محمد لم يترك وحيداً كما أرادت حماس، فنال كل الاهتمام والحب من أعمامه وأقاربه، إلا أن غياب حنان الأب يترك أثراً لا يندمل أبداً".

ويقول المدهون:" فقدان هذا الرجل بهذا الحجم يحتم علينا الوحدة في مواجهة الاحتلال، حتى وإن أراد البعض حرف هذه البوصلة، وتسجيل النقاط السوداء في تاريخه، بقتل المئات من أبناء الأجهزة الأمنية وحركة فتح".

وفي حكاية الانقلاب الأسود، المئات من الشهداء والجرحى ليسوا أرقاماً، بل لكل منهم حكاية لا بد من روايتها، ونذكر منها عددا من قصص واقعة استشهادهم وإعدامهم.. كحكاية الشهداء الأطفال أسامة وأحمد وإسلام بهاء بعلوشة، والذين استشهدوا في جريمة هزت فلسطين في الحادي عشر من كانون أول/ ديسمبر 2006، عندما استهدفت سيارة والده التي تنقله إلى المدرسة بالرصاص مع اثنين من أشقائه، ولن يتجاوز أكبرهم 9 سنوات، وفور اتمام حماس لانقلابها، قامت ببيع السيارة التي استشهد فيها الأطفال المغدورون.

وأيضاً حكاية شهداء عائلة بكر من مخيم الشاطئ بقطاع غزة، التي استشهد منها 10 مواطنين بعد محاصرتهم من قبل عناصر حماس في الثالث عشر من حزيران يونيو 2007، ودك بالقذائف والرشاشات الثقيلة، حيث ارتقى كلاً من: ياسر غصوب درويش بكر، وهبة جواد بكر، ومنصور عمر بكر، ومحمد نعمان بكر، ومحمد عنان بكر، ومحمد سليمان بكر، وصدام محمود صبحي بكر، ورضوان رأفت بكر، وحمادة سمير بكر، وجيهان نايف أحمد بكر، والشهيد جمال أبو الجديان أمين سر حركة فتح في شمال القطاع، الذي تم محاصرة منزله وضربه بالقذائف ومن ثم إحراقه؛ حيث تمكن الشهيد من الخروج من البيت وكان مصاباً، ووصل مستشفى كمال عدوان؛ وعند باب المستشفى تم التعرف عليه وأطلق عناصر من "القوة التنفيذية" التابعة لحماس النار عليه؛ فاستشهد بنحو 40 رصاصة في جميع أنحاء جسده.

الشهيد خالد توفيق سلمى، الذي استشهد في الثاني والعشرين من تموز يوليو 2007، متأثراً بجروحه التي أصيب بها على أيدي ميليشيات حركة “حماس”، بعد أن ظل يصارع الموت في المستشفيات الإسرائيلية حوالي ثلاثة أسابيع؛ نتيجة إصابته بجروح خطيرة في النخاع الشوكي بالرقبة. وأصيب المواطن سلمى عمداً قرب مقر المنتدى غرب مدينة غزة وهو يراقب عمليات النهب والسرقة التي تعرض لها مقر الرئيس على يد ميليشيات "حماس"؛ حيث قام أحد عناصر هذه الميليشيات بتصويب مسدسة على رقبة المواطن سلمى بشكل مباشر وعن قرب وأطلق النار عليه.

الشهيد يوسف محمد محمود مسمح، الذي استشهد في الثالث عشر من حزيران/ يونيو 2007، عندما قامت مجموعة من "حماس" بحفر نفق أسفل مقر الأمن الوقائي بخان يونس وتفجيره على رؤوس من بداخله.

الشهيد محمد كامل الأفغاني وهو أحد أبناء حركة "فتح"، استشهد برصاص "القوة التنفيذية" التابعة لـ"حماس" عندما ذهب لتلبية النداء للتبرع بالدم في الأول من تشرين أول/ أكتوبر 2006؛ حيث استشهد بالقرب من مجمع أنصار القريب من بنك الدم برصاص مجموعة "التنفيذية" التي كانت تعتلي مقر الشؤون المدنية، كما استشهد صديقه رفيق صيام، في نفس اليوم الذي عرف بـ"الأحد الأسود".

عن (وفا)