فلسطيني يخوض انتخابات بلدية هيلسينبوري ومجلس إدارة إقليم سكونه والمجلس البرلماني في السويد

فلسطيني يخوض انتخابات بلدية هيلسينبوري ومجلس إدارة إقليم سكونه والمجلس البرلماني في السويد

ستوكهولم- خبر24- تقدم الفلسطيني زاهر حميد للمنافسة في الانتخابات المحلية بترشيح نفسه لمجلس إدارة بلدية مدينة هيلسينبوري السويدية ومجلس إدارة إقليم سكونه والمجلس البرلماني في السويد.

زاهر حميد فلسطيني من مواليد ١٩٧٦ دمشق، من قرية دلاته قضاء صفد في فلسطين، نشأ و ترعرت في مخيم اليرموك، عاش طفولتة كباقي اطفال الللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، درس في مدارس الأونروا، واتخذ من شوارع المخيم وأزقته ملاعبا، وكان حبه الأوحد فلسطين وهدفه العودة إلى فلسطين.

بعد إتمامه المرحلة الثانوية تابع دراسته الجامعية في جامعة دمشق قسم الجغرافية، وبدأ ممارسة العمل السياسي والثقافي لخدمة المشروع الوطني الفلسطيني، فقد كان ناشطاً في العمل الطلابي، وانتسب للعديد من الهيئات والمؤسسات الفاعلة مثل الهيئة الوطنية لحق العودة وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية، وأسس "فرقة إيلياء للأغنية الفلسطينية الملتزمة".

بعد إنهاء دراسته الجامعية عمل مدرساً لمادة الجغرافية في مدارس ومعاهد دمشق حتى عام ٢٠١٣ وعلى أثر الحرب التي اندلعت في سوريا اختلط لديه مفهوم الوطن فهل الوطن هو المكان الذي ينتمي الاجداد له ولكن لا تستطيع رؤيته أم الوطن هو حيث ولدت وترعرعت، و لكن بلا كرامة فيه، أم أن الوطن هو حيث تجد كرامتك. وعلى أثر كل ذلك وبعد أن فتكت آلة القتل دماء الآلاف من السوريين والفلسطينين، وبعد الخروج من مخيم اليرموك ومع غياب تحقيق الفكرة الأولى انتصرت الفكرة الأخيرة بأن الوطن حيث يجد الإنسان كرامته وأمان نفسه  أطفاله فقرر الهجرة إلى السويد.

في الأول من شهر أيلول من عام ٢٠١٣ وعندما وصل السويد كان السؤال الأول الذي جال بعقله، "هل سيكون أيلولا أسودا جديدا كما اعتاد أيلول ان يكون؟".

وهنا بدأت رحلة الاندماج في المجتمع الجديد الذي يملك لغة غير لغته وثقافة غير ثقافته، فكان لا بد له من التمييز بين مصطلح الاندماج والأنصهار ليستطيع ان يكون جزءا فعالا في هذا المجتمع الجديد مع التشبث بهويته كعربي من أصل فلسطيني له عاداته وتقاليديه ودينيه ولغته التي لا يمكن أن يتخلى عنهم.

ادرك حميد اهمية تعلم لغة الوطن الجديد والتعرف على عاداته وتقاليده ومشاركة شعبه أفراحهم وأعيادهم بما يتناسب مع عادته ومعتقداته وقيمه.

بدأ بتعلم اللغة السويدية وعمل كمدرس مساعد إلا أنه لم يتوقف عند هذا الحدن فقرر متابعة مسيرته التعليمية في جامعتي مالمو وغوتنبرغ ليستطيع الحصول على ترخيص المعلم وقد أتم هذه المرحلة بنجاح رغم كل الصعوبات التي واجهته كالتقدم في العمر واللغة والإلتزامات العائلية والعقبات الاقتصادية.

وفي السويد كانت فلسطين حاضرة دائما حيث لا يمكن لمن رضع حب فلسطين أن لا يحملها معه في حله وترحاله. و كان لابد من نقل هذه الرسالة السامية للاجيال المتعاقبة جيلا وراء جيل لذلك عمل مع بعض الأصدقاء على تأسيس بعض الجمعيات الناشطة على الصعيدين الثقافي والإجتماعي وكانت القضية الفلسطينية وقضايا الاندماج محور أنشطة هذه الجمعيات.

الحياة السياسية في السويد:

في البداية كان قرارحميد الابتعاد عن المشاركة في الحياة السياسية والاكتفاء بالتصويت للأحزاب الداعمة للقضية الفلسطينية إضافة لقضايا المهاجرين ولكن مع مرور الوقت وتنامي صعود التيار الشعبوي في أوروبا عموما والسويد خصوصا وانحراف الحزب الإشتراكي الديمقراطي عن سياساته المعلنة وتبنيه لسياسة اليمين بشكل واضح وجلي خاصة فيما يتعلق بقوانيين الهجرة والاندماج، بدءاً بإيقاف العمل بقانون الإقامة الدائمة وليس آخرها إغلاق المدارس الإسلامية إلى جانب تنامي ظاهرة الإسلاموفبيا والعمل على تأجيجها من خلال معظم وسائل الإعلام السويدية، في ظل الحكومات التي قادها الحزب الإشتراكي خلال السنوات الثمانية الفائتة، عدا عن تقربه الواضح من اسرائيل.

من وجهة نظر حميد كان لا بد من ولادة حزب سويدي جديد يحمل قضايا المهاجرين والأقليات المهمشة إلى داخل البرلمان السويدي ليكون صوت هذه الفئات ذات تأثير حقيقي لا أن يكون أفرادها مجرد ناخبين تستغل أصواتهم من قبل الأحزاب التقليدية عشية كل جولة انتخابية جديدة، وبعد فوزها تصبح أصواتنا نسياً منسيا.

وبالفعل تمت ولادة حزب جديد سمي بحزب "نيانس" واختار أن يكون عضوا فعالا في هذا الحزب لعدة أسباب فعلى صعيد السياسة الداخلية للحزب وعدا عن مشروعه المتكامل اتجاه قضايا المجتمع السويدي يضع الحزب قضايا المهاجرين واندماجهم في المجتمع على سلم أولوياته مع طرح حلول فعالة وناجعة بعيداً عن الوسائل غير المجدية التي قدمتها باقي الأحزاب والتي كانت تأخذ بأعتباراتها الجانب التجاري لصالح الشركات والمؤسسات العاملة في قضايا الإندماج.

ويطرح مشكلة "الإسلامفوبيا" كأحد أهم المشكلات الرئيسة ضمن نظامه الأساسي والتي يجب أن تسن القوانين من أجل محاربتها ووقف تقدمها ضمن المجتمع السويدي لما لهذه الظاهرة من أثر سلبي على قضايا الاندماج ومساهمتها بارتفاع معدلات التمييز وتنامي مؤشر العنصرية، عدا عن زيادة ملحوظة في جرائم الكراهية وذلك في دولة تتباهى بموقعها المتقدم فيما يتعلق بحقوق الإنسان ومكافحة جميع أنواع التمييز والعنصرية. كما يري الحزب أن السياسة التي تمارسها مؤسسة الشؤون الاجتماعية يجب أن تخضع للرقابة من قبل جهات مستقلة للوقوف على حقيقة المجريات المتعلقة بسحب الأطفال من ذوييهم، ويطالب بإيجاد حلول أكثر نجاعة من الأساليب التي تستخدمها دائرة السوسيال عند سحب الأطفال من ذويهم.

أما على صعيد السياسة الخارجية للحزب فيتبنى الحزب القضية الفلسطينية ضمن نظامه الداخلي ويرى أن القضية الفلسطينية في قضية عادلة وان من الحق الشعب الفلسطيني التحرر من الإحـتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة. كما أن الحزب يطالب بمعاقبة إسرائيل لارتكابها العديد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.

وجه الحزب العديد من الانتقادات للحكومة السويدية الحالية وللعديد من الحكومات على المستوى العالمي بازدواجية تعاطيها مع الاحتلال الروسي لأوكرانية والدعم غير المحدود الذي قدمته هذه الحكومات لأوكرانية، والاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وتجاهل هذه الحكومات للمجازر التي تقوم بها إسرائيل ضد شعب فلسطين الأعزل.

c38c2f85-bc90-4fd6-9cb0-8d8628dbcd53
زاهر حميد