الحرب في أوكرانيا: حان الوقت لتحطّم إسرائيل موقفها الحيادي

الحرب في أوكرانيا: حان الوقت لتحطّم إسرائيل موقفها الحيادي

الحرب في أوكرانيا: حان الوقت لتحطّم إسرائيل موقفها الحيادي

 

سيفر بلوتسكر

 

كفى وقوفاً بين الطرفين. كفى تلعثماً، وصيغاً غامضة. إسرائيل ملزمة بأن تغير الاتجاه، وتختار طرفاً في حرب اوكرانيا، مثلما يطالب كثيرون وطيبون، وطالب، أول من أمس، أيضا وزير الدفاع الأميركي السابق، وليام كوهن، في مقابلة مع الصحافية كريستيان أمانبور في الـ "سي.ان.ان". رأى الاثنان ما قاله رئيس الوزراء، نفتالي بينيت، بأن إسرائيل تنجح في أن تحافظ على "خط محسوب ومسؤول يسمح لها بان تكون مصدراً ذا مصداقية يمكنه أن يتواصل مع الطرفين". باختصار، مصدر حيادي.
قوله مثير للحفيظة. فهل حقاً يوجد هنا طرفان متساويان في حججهما وأفعالهما، وينجح موقف إسرائيل في أن يكون "ذا م مصداقية" بينهما؟ لا، يوجد معتدٍ ومعتدى عليه. يوجد غزو روسي وحشي، عنيف وعديم لأي اساس لدولة أوكرانيا السيادية. اما التباهي بالعلاقات الطيبة مع "الطرفين" في هذه الحرب فمعناه اخضاع الاعتبار الاخلاقي وتجاهل ذاكرتنا التاريخية كشعب مضطهد.
إن القصف الروسي، أول من أمس، قبل المساء على عاصمة اوكرانيا كييف، في مكان قريب جدا من موقع التخليد في وادي القتل في بابي يار، أبرز أكثر فأكثر العبث الاخلاقي – التاريخي للموقف الإسرائيلي. لا يمكن لأي شجب دبلوماسي للقصف ان يعكس شدة الصدمة: هاهم مرة أخرى القوى ذاتها التي حاولت على مدى عشرات السنين أن تخفي وتشوش القتل في بابي يار تأتي لمحوه. هذه هي رسالتهم. هذه هي مهمتهم.

نُذكر: في حرش بابي يار قتل النازيون الألمان بمساعدة نشيط من النازيين الأوكرانيين، ما لا يقل عن 37 ألف يهودي بالنار من فوق الحفر المفتوحة في 29 – 30 ايلول 1941. عشرات السنين أنست النظام السوفياتي المذبحة الجماعية، وكذا القصيدة الشهيرة للشاعر يفكيني يبتوشنكو "بابي يار"، التي دعا فيها في العام 1961 الى اقامة موقع تخليد لليهود المقتولين، لم تحرك ساكنا للكرملين الذي لم يخرق مؤامرة الصمت حتى سقوط الشيوعية. في الخريف الماضي، بتأخير 60 سنة أخرى، دشنت في المكان المرحلة الاولى لمركز تخليد طموح، هائل الهجوم ومثير للخلافات. اما أول من أمس فقد سقطت بجانبه صواريخ روسيا البوتينية. يا لها من رمزية تقشعر لها الابدان، وتذكير بالتاريخ لا مفر منه.
صحيح أن روسيا بوتين ليست- لا سمح الله - المانيا هتلر ومن المحظور المقارنة بينهما. ولكن توجد متوازيات مخيفة. في السلوك الحالي للنظام الروسي ولمن يقف على رأسه، الرئيس فلاديمير بوتين، والحاشية الخانعة المحيطة به توجد بالتأكيد عناصر متعاظمة من الامبريالية المتزمتة، العدوانية والاجرامية التي تذكر في السنوات السوداء للنازية والستالينية.

حان الوقت لتختار إسرائيل الرسمية جانبا في هذه الحرب المجنونة. وأول من أمس أُضيفت الى المطالبين بالخيار الاخلاقي الاصوات الصامتة للقتلى في بابي يار.

يديعوت أحرونوت