حرب مفيدة لإسرائيل !

حرب مفيدة لإسرائيل !

حرب مفيدة لإسرائيل !



ب. ميخائيل

الحروب أحداث مفيدة. ليس هناك فرص مثلها لاستعراض البطولة وذرف الدموع، وتفريغ بعض الأحاسيس وتضخيم الأنا وكسب المال. يتبين أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي من خيرة هذه الحروب.
أولاً، يبدو أن هناك احتمالية أنه في هذه المرة، بعون الله، سيعاني الكثير من اليهود بما فيه الكفاية من اجل جعلهم يفكرون بالهجرة الى البلاد. ما الذي يمكن أن يكون افضل من ذلك؟ أسطورة الأغلبية اليهودية آخذة في التصدع. ويقولون إن هذه الحرب هي افضل من جميع موجات اللاسامية المخيبة للآمال والتي تنتهي دائماً بخيبة أمل ديمغرافية. على أي حال، في وزارة الاستيعاب بدؤوا في الاحتفال. هؤلاء اللاجئون ربما سيفقدون بيوتهم وممتلكاتهم وثقافتهم ولغتهم وعملهم والأصدقاء والوطن، لكن ماذا يساوي كل ذلك مقابل الحق وشرف الاندماج في سجلات مكتب الإحصاء المركزي؟ شكراً للحرب، شكراً بوتين، شكراً كاتيوشا.

ثانياً، بفضل الحرب حصل رئيس الحكومة بينيت على مكانة دولية مؤثرة. هكذا تقول الصحف الإسرائيلية. في أرجاء العالم، يبدو أنه يسير بثقة نحو لقب "المصمم". ثلاث ساعات تحدث بوتين وبينيت. محضر المحادثة بينهما يناسبه عنوان "الصاروخ والمشكلة اليهودية". هذان الشخصان المحتلان اتفقا فيما بينهما على استمرار إطلاق صواريخهما، بينيت على سورية وبوتين على اوكرانيا. واتفقا ايضا على أن لا يزعج بوتين بينيت، وأن لا يزعج بينيت بوتين. ايضا المشكلة اليهودية كانت بالطبع على الطاولة. لا يمكن بدونها. ما هي المشكلة اليهودية في هذه المرة؟ لا توجد مشكلة يهودية في هذه المرة، لكن بينيت بالتأكيد أظهر قلقه، وبوتين بالتأكيد هزّ رأسه. وربما أيضا نظر الى ساعته.
لكن بالأساس هذه الحرب المباركة أفادت الوزيرة كروالا ديشكيت، التي تتولى ملف الشر في أي حكومة تشارك فيها. تحت صولجانها عاد المسؤولون المخلصون لها وأثبتوا عجائب مهارتهم في مهنة الاساءة والتحرش. مرة اخرى أثبتوا بأن قلوبهم ليست سوى مضخة نابضة من الاحماض والمياه المثلجة.
لكن اللحظة التي التقى فيها الشر المصفى وعنصرية الدم البدائية والجشع القبيح، كانت هناك ايضا اللحظة التي تجمدت فيها الابتسامة في الحنجرة: لاجئون مطلوب منهم "عرض الدعوة" ووضع "ضمانات" تضمن اختفاءهم من هنا. مئات آلاف الشواقل، التي ستبتلع في خزينة الدولة اذا لم يسارعوا الى إبعاد دمائهم الدنسة من هنا. دخول بدون الدفع مسموح فقط للاجئين الذين يجتازون الامتحان الجيني الميتوكندري والمتطهرين. هذا غريب. ومنذ وقت غير بعيد، بالتحديد اللاجئون الذين اجتازوا بنجاح هذا الامتحان منع دخولهم، وطلب منهم الاختفاء بسرعة. اعرف كيفية حدوث ذلك. والدي ووالدتي حدثوني.

كتحلية جاء تصريح الوزيرة شكيد بشأن الاموال التي يمكن أن نجمعها من الازمة. كم من الغباء والجهل مطلوب لليهودي/ اليهودية كي يخرج من فمهم جملة لاسامية كلاسيكية مثل هذه. وكأنهم يعانون من الألزهايمر التاريخي. وكأن رسام الكاريكاتور في "شتايرمر" هو الذي يكتب خطاباتهم. حيث يوجد عدد كبير من رسومات الكاريكاتور اللاسامية التي تصف "اليهودي" الذي يثرى، في حين أن جثث الموتى تتراكم حوله. "اليهودي" الذي يقوم بالسمسرة في الحرب لأهداف الجشع. "اليهودي" السمسار الذي هو شقيق اليهودي الحقير الذي له أنف أعوج والذي يدمج فتياتنا. مثل الأغيار الأوكرانيين الذين يتسللون الى بلادنا بغطاء اللاجئين ويدنسون طهارة دمنا.
أيضا في هذا الانكشاف يوجد شيء مفيد. الوعي الذاتي أمر مهم جداً. إذاً، من الجدير الإدراك بأن شكيد ليست أقلية ظلامية. هي تمثل نمط معظم وطنها.

عن "هآرتس"